بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد اشرف المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتنسوا ذكر الله
منقول
نحن مختلفان، أعلم ذلك، لكنه صديقي..
أذكر أنني قد تعرفت عليه منذ شهور قليلة فقط، التقينا في هذه الغرفة التي نسكنها معا.. لكنه، و منذ تلك اللحظة، صار بالنسبة لي أكثر من شريك غرفة، لقد أضحى رفيق دربي و صديق عمري..
كان هو ينام على سرير كبير في منتصف الغرفة، بينما كنت أنا أنام في الركن.. بسلام، أنتظره حتى يشعر بالنعاس، يطفئ الأنوار و ينام، ثم أنتقل إلى عالم الأحلام..
أحلم بعالم نمسك فيه بأيدي بعضنا.. نتجاذب أطراف الحديث بكل حرية..
لأننا مختلفان، أعلم ذلك، لكنه صديقي..
لم أكن أنزعج منه لأنه لا يقول لي : "تصبح على خير" أو "
" أعلم أنه خجول..
كان يغيب كل صباح ليذهب إلى الجامعة، و لا يعود إلا مساء، بينما كنت أنا أبقى في غرفتنا المشتركة طوال اليوم، أنتظر عودته بلهفة، أعد الساعات و الدقائق، لأراقبه و هو يقوم بنشاطاته الاعتيادية..
كنت أراه يدرس كل ليلة بجد، و أشجعه من كل قلبي، لكنه لا يسمعني..
لم يكن يخجل من تغيير ملابسه أمامي.. هه.. أعلم ذلك.. أنا مقرب إليه للغاية..
و بالرغم من ذلك مختلفان، أعلم ذلك، لكنه صديقي..
و أحيانا، كانت تأتي أخته الصغيرة و تلعب في الأرجاء، لقد كنت أعتبرها أختا لي أيضا.. إنها لطيفة..
كان صديقي أيوب يحضر بين الحين و الآخر أصدقاءه الآخرين، لم أكن أرتاح إليهم، كانوا يتحدثون خلف ظهره عندما يذهب إلى المرحاض أو إلى المطبخ.. كنت أغضب من ذلك كثيرا، لكنني لم أكن أستطيع إخباره، كلا لقد كنت أخبره، لكنه لم يكن يسمعني.. لأننا مختلفان، أعلم ذلك، لكنه صديقي..
كنت أعلم أن لدي مكانة خاصة في قلبه، فهم يذهبون جميعا في النهاية، لكنني الوحيد الذي يبقى معه..
عندما يحزن، كان يأتي إلي و يحكي لي عن آلامه، لم يكن يستطيع البكاء أمام أحد آخر لكنه كان يبكي أمامي.. هل رأيتم كم نحن مقربان؟
لكننا أيضا مختلفان، أعلم ذلك، لكنه صديقي..
في يوم من الأيام، رأيته يلعب مع أخته، لم أستطع منع نفسي، فتقدمت إليهما و بدأت أرقص معهما، فجأة، استقرت عينا تلك الصغيرة علي و صرخت بأعلى ما لديها و اختبأت خلفه، نظر إلي باشمئزاز..
ثم...... لم أعد أرى سوى الظلام.. بعد أن شعرت بألم يمزق أحشائي..
.
.
.
نظر أيوب إلى العنكبوت الذي سحقه بحذائه و قال لأخته : لا تخافي.. مجرد عنكبوت.. لقد لقي ما يستحقه.. سأطلب من أمي أن تنظف الغرفة..
قالت الصغيرة : أكره العنكبوت..
فرد عليها : و أنا أيضا أكرهه.. لكنني لا أخافه..
ردت أخته : البشر و العناكب مختلفون للغاية..
فقال و هو يمسح أحشاء العنكبوت بمنديله : أعلم ذلك..
كنت أعلم أننا مختلفان.. لكن.. ألم نكن صديقين؟
في امان الله